التنين الـمُلْتَحي ليس بكائنٍّ أسطوريٍّ، بل هو اسمٌ يطلق على أحد الزواحف الصغيرة المنتشرة في إستراليا. وقد احتل التنين الملتحي، واسمه العلمي Pogona Vitticeps، موقع الصدارة في الأخبار العلمية بعد أن نشرت مجلة الطبيعة Nature هذا الأسبوع مقالةً للباحثة كلير هوليللي وزملائها في جامعة كانبيرا الأسترالية تثبت أن ذكور هذا الكائن الزاحف يمكنها التحول إلى إناث!
من المعروف في البيولوجيا أن تحديد الجنس يتم من خلال وجود مورثات معينة، وهذه المورثات المحمولة عادة على الصبغيات هي التي تجعل الكائن ذكراً أو أنثى (مثلاً في ذكر الإنسان نجد الصبغيات XY، وفي أنثى الإنسان XX). لكن في بعض الكائنات الحية، كما في أنواع معينة من الأسماك والبرمائيات، لا يعتمد تحديد الجنس على المورثات، بل على التأثر بالبيئة والمناخ ودرجة الحرارة.
لكن يبدو أن التنين الملتحي، وهو كائنٌ فقاريٌّ من جنس الزواحف الأكثر تطوراً من الأسماك والبرمائيات، يعتمد على كلتا الآليتين في تحديد الجنس: أي على المورثات وعلى التأثير البيئي والمناخي.
فأنثى التنين الملتحي تحمل الصبغيات ZW والذكر يحمل الصبغات ZZ، لكن أظهرت الدراسة أن ٢٠٪ من الذكور (أي الذين يحملون صبغيات ZZ) هم أناث! فرغم وجود الصبغيات الذكرية ZZ يتحول بعض الذكور إلى إناث حين ترتفع درجة الحرارة إلى حد معين في فترة حضانة البيوض. ونتيجة لذلك يحدث تنافس بين الإناث الأصليات من نوع ZW مع الإناث المتحولة من ذكور ZZ!
لهذه النتائج أهمية بالغة في ظل ظاهرة الترفع الحروري التي تسود العالم نتيجة انتشار المصانع الجائرة والحروب، وعدم الترشيد في موارد الطبيعة كالمياه والأشجار. فاستمرار ارتفاع الحرارة على سطح كوكب الأرض سيؤدي إلى اختلالات في تحديد الجنس واختلالات في التوازن عند أنواع حيوانية عديدة (منها هذا النوع من الزواحف)، ما قد يؤثر على سلامة السلسلة الغذائية، ويفتح الباب واسعاً لكوراث بيئية عديدة قد لا ندرك أبعادها الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق