ذكرياتٌ جميلةٌ ووردةٌ جورية




ونحن ننتظر الحكم بالإعدام، كانت الذكريات الجميلة تحمل في يدها وردةً جوريةً. تتقدمُ نحونا. تبتسمُ لنا. تُشْهِرُ الوردة في وجوهنا. تهزُّ أريجها قبالة أنوفنا. ها هي تمرّرُ شوك الوردة على جلودنا: لترسم بالشوك خطوطاً متوازيةً تبدأ بالجبهة ولا تنتهي بأخمص القدم. تُدَوِّنُ بالشوك أسماء العشاق وعناوين البريد، وجوه الأمهات ورائحة الخبز، أبيات الشعر وآيات المصحف. كيف يمكن لوردةٍ جوريةٍ أن تكون بهذه القسوة؟ كيف يمكن لوردةٍ جوريةٍ أن تملك هذه السادية؟ 
ونحن ننتظر الحكم بالإعدام، كانت الذكريات الجميلة تستهزئُ بنا، تمدُّ لسانها وتشتمنا. اغمضوا عيونكم، ودعونا نفكر للحظاتٍ قبل الموت: تُرى من سرق اللون الأحمر من الآخر؛ وردُ الجوري أم دماؤُنا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق