أكثر ما يدفعنا إلى التشاؤم بمستقبل بلادنا هو بعض الشرائح من الجيل الشاب من السوريين "المثقفين" من أصحاب ربطات العنق. نحتاج فقط إلى قراءة تعليقاتهم على "الفيسبوك" حتى ندرك عمق الكارثة – الكارثة التي قد تتجاوز القذائف والصواريخ والموت والدمار، لأنها تصيب العقل في مقتلٍ يصعب الفَكَاكُ منه. إذ نشعر وكأن هناك سباقاً مَحْمُوماً لتعميق مستويات الكراهية والحقد (الموجودة أصلاً)، وسعياً حثيثاً لإثبات مدى الانحطاط والخواء الفكري، وتصميماً على الرفع من سوية السخرية والاستهزاء والعنصرية والدعوة إلى "استئصال" و"حذف" جماعاتٍ بشرية بكاملها (بغض النظر عن الانتماءات السخيفة التي يحفل بها الشرق الأوسط المتخلف).
هذا الفكر الأحادي الرجعي المحدود والاستعلائي والمحتكر
للحقيقة هو إرثٌ استبداديٌّ بكلِّ معنى الكلمة، هذا الفكر هو أصدق تعبيرٍ عن "سوريا الأسد" التي يفترض أننا نود تغييرها نحو الأفضل. وعليه فهو ليس فكراً يمكن أن يتبناه من يود نقل مجتمعه من الحالة الإصطبلية (نسبة إلى الإصطبل) إلى حالة الدول الراقية، بل هو مجرد هراءٍ يعبر عن شللٍ من زعران المثقفين الذين يصيحون على مزابلهم الفكرية العنصرية والبائسة.
لا يمكن لمثل هذا الفكر على الإطلاق أن يدّعي القيام بثورةٍ تؤدي إلى التغيير. وفي أفضل الأحوال فمثل هذا الفكر يمكن فقط أن يغير من توازنات القوة، ويعيد تشكيل الواقع المر، معتمداً على عدد من المبادئ المتفسخة والمتخلفة كالقهر والغلبة والانكسار.
بقي أن نشير إلى أن معظم هذه الخربشات الفيسبوكية لا أثر لها على أرض الواقع سوى في الكشف عن البشاعة الكامنة في نفوس من يكتبها، أو الكشف عن حالة التأثر السريع بالعقلية القطيعية وهياجية المزاج وتقلباته.
لا يمكن لمثل هذا الفكر على الإطلاق أن يدّعي القيام بثورةٍ تؤدي إلى التغيير. وفي أفضل الأحوال فمثل هذا الفكر يمكن فقط أن يغير من توازنات القوة، ويعيد تشكيل الواقع المر، معتمداً على عدد من المبادئ المتفسخة والمتخلفة كالقهر والغلبة والانكسار.
بقي أن نشير إلى أن معظم هذه الخربشات الفيسبوكية لا أثر لها على أرض الواقع سوى في الكشف عن البشاعة الكامنة في نفوس من يكتبها، أو الكشف عن حالة التأثر السريع بالعقلية القطيعية وهياجية المزاج وتقلباته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق