ليلة أمس، رأيتُ في المنام بيتنا يبكي. عانـقْتُه كما
يعانق الطفلُ جَبَلاً، وحملتُ عنه صندوقاً من الوجع. فأغمض بيتُنا عينيه، وطَفَقَ
يغني. وبعد هنيهةٍ أخرج صُـرًّةً من الصور العتيقة: هذه منضدتي، وعليها ستةٌ وعشرون عاماً من الغزل، وهذه
ألوان الأخيلة ترتسم على الجدران والسجاد، وتلك رائحة الكتب وأقلام الرصاص، وأصوات أحاديث الضيوف،
وارتطام الصحون بالملاعق.
بكينا سويةً بصمتٍ، برهبةٍ، بشوقٍ، لكن بلا دموع أو ألم.
وقبل أن نفترق أخبرني أن الياسمينة رفضتْ أن تصفرَّ هذا
الشتاء، أما وردُ الحديقة فما زال ينتظر الربيع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق