يا أيها الجبلُ الذي يختزلُ كلَّ التجاعيد



تسافرُ أجسادُنا، وتبتعدُ عن الصرخة الأولى، لكن قطعةً منا تأبى إلا أن تتشبَّثَ بسفح قاسيون، قطعةٌ منّا تبقى هناك ولا تهاجر، مثلُها مثلُ قاسيون الذي لا يهاجر.
قاسيون، يا أيها الجبلُ الذي يختزلُ كلَّ التجاعيد، يا أيها الماردُ الوديع، هل تسمعني؟ يا أيها الجبلُ الذي يحرسُ كلَّ الأغاني، يا أيها المتألمُ الـمَحْزُون، هل تسمعني؟ امسحْ عن وجهكَ رائحةَ البارود، واغسلْ قدميكَ بماء قوس قزح. قاسيون، يا أيها الجبلُ الذي يحشرُ في جيبه نصفَ الذكريات، افتحْ عينيكَ، وارفعْ رأسكَ، ولا تبكي.
قاسيون، يا أيها الجبلُ الحنون، يا من تنامُ على كتفه دمشقُ، وفي جبهته يتشمَّسُ القمرُ، دعنا نَتَـوَكَّأُ على بعضنا، عسانا نكمل معاً هذا الدربَ مُبْتَسِمِين. وحتى ذلك الحين، سأضبطُ ساعتي على توقيت قاسيون. فالزمن يبدأ هناك وينتهي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق