الإنجاز الوحيد الذي حققته (وستستمر في تحقيقه) حركات الإسلام السياسي هو
تشويه الدين الإسلامي في شكلٍ لم يسبق له مثيلٌ في التاريخ: طالبان - النظام
الإيراني - معظم الدويلات الخليجية - حزب الله - حماس - النصرة - داعش - القاعدة ...
وما زالت القائمة تطول وتطول لتضم في ثناياها مزيداً من التنظيمات التي تحترف
صناعة الموت والكراهية وتدّعي، في الوقت نفسه، أنها تنتمي إلى دينٍ أُنْزِلَ "رحمةً للعالمين" ...
أيُّ رحمةٍ تلك التي يمكن أن يستوعبها هؤلاء القوم الجلف؟ أي خُلُقٍ يحملونه، وأين هم من مكارم الأخلاق؟ألم يقرؤوا الآية: "ولو كنتَ فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك"؟ بل لعلّهم
قرؤوا وما تَدَبَّرُوا لأن في النفس هوىً وشهوةُ سلطةٍ وكِبَر ...
طالما أن الفكر الديني الإسلامي يعيش ركوداً منذ قرون،
وطالما أن القائمين عليه منشغلون في تطويل لحاهم، ومنكبون على إبقاء العامة في
حالةٍ من الجهل والـخَدَر المقدس، وطالما أن الجموع تستطيب عيش القطيع على هامش الحضارة، فلا أمل يُرْتَجَى من إصلاح ما لا يُصْلَح ...
رحم الله أبا الطيب المتنبي حين قال: ما لجرحٍ بميّتٍ إيلامُ.
لم تعد الثورة الفكرية "من داخل" المنظومة الدينية موضوعاً للترف والتساؤل، بل قضية حياةٍ أو موت يتوقف عليها مستقبل الجنس البشري الذي يقطن منطقتنا البائسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق