أشتاقُ
إلى تكبيرات العيد في حلب. أشتاقُ إلى ذلك المسجد العتيق، ذي المئذنة الشامخة، وإلى خشب
المنبر والمحراب.أشتاق إلى لحظةِ قربٍ من الجلال، لحظةِ أمانٍ للروح المرهقة. إلى لحظةِ خشوعٍ تُذْرَفُ فيها الدمعةُ في جوف اليقين. إلى قبعات الـمسنين، ودعاء الأمهات. إلى عناقٍ مع أهلي وأخوتي، وإلى قهوة الصباح وفطور الضُّحى. إلى رائحة العيد تعبق في
أركان الشارع الوديع. إلى ضحكات الأطفال، يقفزون فرحاً بأحذيةٍ جديدة، ويرسمون
ربيعاً محمولاً على أعناق الملائكة، على بيادر القمح، على كل ما هو جميلٌ في هذه الأرض.
أشتاقُ
وأشتاقُ وأشتاقُ، لكن هل لذا الشوق الأليم من إجابة؟ ففي يوم العيد شوقٌ إلى العيد، شوقٌ إلى فرح العيد، وشوقٌ إلى معنى العيد؛ شوقٌ إلى كلِّ ما يجعل من العيد عيداً، ويجعل من العيد رمزاً إلى حياةٍ جديدة، ومبتدأً لفضلٍ من العطاء ومزيدٍ من الأمل.
أسأل نفسي وأعيد على نفسي السؤال، مُتَدَثِّراً وقَاءَ الرّيح الباردة، وأنا أمضي إلى عملي، تحت أجنحة الخريف الرمادية: هل لذا الشوق الأليم من إجابة؟ فهذا يومٌ آخر يمضي، ليسقط ورقةً من من روزنامة هذا العام.
أسأل نفسي وأعيد على نفسي السؤال، مُتَدَثِّراً وقَاءَ الرّيح الباردة، وأنا أمضي إلى عملي، تحت أجنحة الخريف الرمادية: هل لذا الشوق الأليم من إجابة؟ فهذا يومٌ آخر يمضي، ليسقط ورقةً من من روزنامة هذا العام.
يومٌ آخر يمضي ليغدو، مع كلِّ ما
فيه، قطعةً من الماضي، ونتفاً من ذكريات. أما الأمل فمعقودٌ في أن تكون ذكرياتٍ سعيدةً؛ عسى أن نلجأ إليها، كما أصنع الآن، كي نختبأ فيها حين تشتد الخطوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق