خاطرةٌ كتبتها في أواخر عام 2012، أعيد نشرها بتصرّف:
الخراب يعمُّ البلد من أقصاها إلى أقصاها، ومعظم
الناس تعيش في وضعٍ معيشيٍّ مُهينٍ ومُذِل. أما الاستعصاء العنفي فما يزال يراوح في
المكان دون أدنى انفراجٍ، ليغيّر فقط من عدّاد الضحايا وعمق الخراب، ويتحول إلى
مرتعٍ لتفريخ الجماعات المتطرفة وتكاثرها.
لن يكسر هذه الحلقة الدموية سوى تفاوضٌ يُنْهِي
الألم ويحقق الآمال حتى لو كان ذلك تدريجياً، فأن تكسب رويداً رويداً خيرٌ من أن
تخسر كل شيء، وقديماً قيل ما لا يُدركُ كُلُّه لا يُتْرَكُ كُلُّه. المهم في كلِّ
هذا هو حفظ حق الحياة الذي استُبيح لدرجةٍ موغلةٍ في البهائمية والفظاعة، فالتفاوض
وعلى كاهلنا 60 ألف ضحية أفضل بمليون مرة من التفاوض وعلى كاهلنا 600 ألف ضحية. أما
كل تأخيرٍ وتلكّؤٍ فيعني أننا لم نتعلم بعد معنى الحس بالمسؤولية أو معنى الشعب
والوطن، وأن الكارثة ستبقى مستمرةً تطحن بين رحاها أرواح الأبرياء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق