ويستمر شلال الدم في بلدي


( وَدَّعَني طيرٌ وقال إلى بلادي أمضي - للفنانة يارا نجم)

خاطرةٌ كتبتها في أواخر عام 2012، أعيد نشرها بتصرّف:
 حَوّلوا شبابنا إلى ضحايا مزدوجة؛ للنظام المجرم الذي أذاقهم المرَّ والهوان، ولتجار الدم الذين صوّروا لهم الأمر وكأنه نزهة. ومع مرور الوقت أصبح السلاح والعنف هو القاعدة، وتحول مجرد الحديث بعقلانيةٍ لحقن الدم، في رأي السُذّج والمستهترين، إلى عمل معيبٍ ووقوفٍ مَوْهومٍ مع النظام.
الخراب يعمُّ البلد من أقصاها إلى أقصاها، ومعظم الناس تعيش في وضعٍ معيشيٍّ مُهينٍ ومُذِل. أما الاستعصاء العنفي فما يزال يراوح في المكان دون أدنى انفراجٍ، ليغيّر فقط من عدّاد الضحايا وعمق الخراب، ويتحول إلى مرتعٍ لتفريخ الجماعات المتطرفة وتكاثرها.
لن يكسر هذه الحلقة الدموية سوى تفاوضٌ يُنْهِي الألم ويحقق الآمال حتى لو كان ذلك تدريجياً، فأن تكسب رويداً رويداً خيرٌ من أن تخسر كل شيء، وقديماً قيل ما لا يُدركُ كُلُّه لا يُتْرَكُ كُلُّه. المهم في كلِّ هذا هو حفظ حق الحياة الذي استُبيح لدرجةٍ موغلةٍ في البهائمية والفظاعة، فالتفاوض وعلى كاهلنا 60 ألف ضحية أفضل بمليون مرة من التفاوض وعلى كاهلنا 600 ألف ضحية. أما كل تأخيرٍ وتلكّؤٍ فيعني أننا لم نتعلم بعد معنى الحس بالمسؤولية أو معنى الشعب والوطن، وأن الكارثة ستبقى مستمرةً تطحن بين رحاها أرواح الأبرياء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق