الإنسان؛ ذلك الكائن القبيح والمتوحش!



(صورة من الدمار الحاصل في جبل بدرو في حلب في شباط 2013)

الإنسان كائنٌ فريدٌ من بين الكائنات. فهو الكائن الوحيد الذي يقتل لا ليأكل بل كي يستمتع بالقتل، هو الكائن الوحيد الذي يذبح فقط لأنه يختلف مع الآخر بالرأي. الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتفنَّن في تعذيب بني جنسه، والكائن الوحيد الذي يعبد كرسي الحكم.
الإنسان كائنٌ قبيحٌ ومتوحش؛ قباحته كامنةٌ في أنه قادرٌ على أن يكون جميلاً (إن أراد)، وتَوَحُّشُه كامنٌ في أنه قادرٌ على أن يكون آدمياً (إن أراد)، إلا أنه يرفض كُلّاً من الجمال والآدمية، ويأبى إلا أن ينحدر في الحضيض، ويفاجئ هذه الأرض بنماذج جديدةٍ ومبتكرةٍ من الانحطاط والتفاهة والقرف.
خمسة آلاف عامٍ من عمر التاريخ المدوّن ولم يستطع هذا الكائن، المسمّى بالإنسان، أن يبتكر أدواتٍ يحل بها خلافاته دون اللجوء إلى سفك الدم، دون اللجوء إلى السلاح، دون اللجوء إلى التهجير والتشريد والاغتصاب والتنكيل.
خمسة آلاف عامٍ من الفضائح.
خمسة آلاف عامٍ من العار.
وكي نتخيل حجم الكارثة، فقط دعونا نفترض جَدَلاً بأن مخلوقاتٍ فضائيةً متطورةً قد زارتْ كوكبنا الـمُتْخَم بالتلوث والفضلات، وأكوام الجثث، وآهات المعذبين، وأصوات الجوعى، وظلم أصحاب السطوة، وطمع الانتهازيين، و و و ... بالله عليكم هل يمكن لتلك المخلوقات أن تصدِّقَ، بعد كلِّ هذه الفظائع التي ما تزال تتكرر، أن الإنسان أكثر رقياً من قطعان الضباع والجرذان؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق