المؤلم
في المأساة السورية أن من يتباكى على الدّم الـمُراق لا يسعى، ولا يعنيه أصلاً أن
يسعى، إلى حقن الدم. ينطبق هذا على النظام، وعلى معظم المعارضة، وعلى من يدعم
النظام، وعلى من يدعم معظم المعارضة. إذ لا يتقن تجار الدم سوى التصعيد واستجلاب دمٍ
إضافي. هذا المنطق الأعوج والبهائمي الذي يتبعه كلُّ هؤلاء هو ما يسير بسوريا إلى
الدرك الأسفل، وهو ما يدخل الشعب السوري في كارثةٍ حقيقية تزيد استفحالاً.
أما
بخصوص الحديث عن "تحرّكٍ أمريكيٍّ ضد النظام السوري"، فهو تصعيدٌ سيبقى
محصوراً على الأرجح في سياق الزوبعة الإعلامية حالياً. ولعلّه من الممكن أن نجزم أن مثل هذا التدخل
العسكري لن يحصل (رغم كل ما يحكى). قد تكون هناك ضرباتٌ محدودةٌ، لكن حتى ذلك مستبعدٌ في ظلِّ الوضع الهش والحرج القائم في سوريا.
وفي
حال حصلتْ مثل هذه الضربات فهي بالتأكيد تصبُّ في مصلحة النظام، حيث ستكون محدودةً، ولن تؤثر على بنيته، بل على العكس ستكون بمثابة جرعةٍ
للنظام كي يتبجَّحَ بأنه يهاجَمُ من قِبَلِ "القوى الاستعمارية"، وكي يُصابَ بجنون العظمة باعتباره قد "صَدَّ العدوان عن أسوار
دمشق". من ناحيةٍ أخرى سيلتصق المؤيدون بالنظام، وسيلتف حوله الصامتون (وهم
الأغلبية). وهكذا سيصبح معظم المعارضين، في نظر غالبية السوريين، خَوَنَةً وبشكلٍ رسميٍّ، ودون الحاجة لرمي أيِّ اتهاماتٍ
باطلة. ولهذا فمن الـمُرَجَّحْ أن تبدأ ماكينة النظام الإعلامية، بالتحالف في شكلٍ غير مباشر، مع الدعاية السائدة حالياً كي تتاجرَ وتُضَخِّمَ بهذه القضية.
انتصارٌ مرحليٌّ وخبيثٌ للنظام القاتل بمساعدة "ماما" أمريكا، في معركة عضِّ الأصابع، وسط بعيق وصراخ كثيرٍ من المعارضين السذّج والأذلاء من عديمي الكرامة، ووسط نزيفٍ مستمرٍّ لدماء شعبنا السوري.
انتصارٌ مرحليٌّ وخبيثٌ للنظام القاتل بمساعدة "ماما" أمريكا، في معركة عضِّ الأصابع، وسط بعيق وصراخ كثيرٍ من المعارضين السذّج والأذلاء من عديمي الكرامة، ووسط نزيفٍ مستمرٍّ لدماء شعبنا السوري.
كلام سليم بس الغرقان ما بيقدر الا يتعلق بالقشة
ردحذفالغرقان بيتعلق بقشة
ردحذف