(تصميم للفنان أحمد علي بعنوان: ياسمين كيميائي)
يحدثني وهو يرقص في حالة نشوة:
- يقولون أن الكيماوي خطٌ أحمر ... ألم تسمع؟
- من هم هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام؟
- أشخاصٌ يلبسون ربطات عنق، ويتحدثون لغاتٍ أجنبية!
- أجانب؟
- نعم أجانب ... جماعة من الفهمانين!
- ولكن لحظة ... هل لنا أن نستنتج، إنْ كان الكيماوي خطاً أحمر، فبراميل الـ TNT خط بنفسجي؟
- عفواً؟
- وماذا مثلاً عن الرصاص أو الدبابات أو طائرات الميغ؟ هل هو خطٌ أبيض؟ رمادي؟ أو ربما أخضر؟
- برأيي أصفر
- لا ... برأيي أخضر ...
- عبرتُ عن رأيي وقلتُ أنه ... أصفر
- الاختلاف في الرأي لا يفسد الود الذي بيننا ... أليس كذلك؟
- تحيا الديمقراطية
- هل تعتقد ذلك؟
- طبعاً ...
- ربي يسر ... وماذا يقولون أيضا؟
- يقولون أيضاً أن الكيماوي من الأسلحة غير التقليدية
- تباً
- لماذا تشتم؟
- لأن هناك يا صديقي ما هو أهم مما يقولون!
- مثل ماذا؟
- هل خطر لك ان تسأل: هل هناك فرقٌ أصلاً بين السلاح التقليدي والسلاح غير التقليدي؟
- أفترض أن هناك فرق ...
- أقصد: هل هناك فرق أصلاً بين الموت بسلاح تقليدي أو غير تقليدي؟ بالبندقية أو بالكيماوي؟
- يا أخي بالله عليك لماذا تتعبنا بهذه الأسئلة؟ ... أنت من ذلك الصنف من الناس الذين يحبون تعقيد الأمور! الأجانب يقفون إلى جانب الشعب السوري! وها أنت تشق الصف!
- السؤال بسيط يا صديقي ... في رأيي فالموت واحد ... وفي كلتا الحالتين يُقتل "الإنسان" ... الخسارة واحدة ... ربما الفارق في حجم الفقاعات الإعلامية وفي التصنيف!
- التصنيف؟
- نعم ... التصنيف ...
- الأجانب قالوا أن الكيماوي خط أحمر ... إذن هو خط أحمر ... الأجانب قالوا أنه لا يجوز استخدام الكيماوي ضد الشعب السوري ... إذن لا يجوز ...
- السلام عليكم
- إلى أين؟ الغداء سيجهز بعد قليل
- لا بأس أنا على عجلةٍ من أمري ... تذكرتُ شيئاً هاماً ...
- رافقتك السلامة
تركتُه ومضيتُ في حال سبيلي، فاستنشاق الهواء مفيدٌ في هذه الحالات، ولا رغبة عندي في الخوض أكثر في هذا النقاش ...
كم هي واضحةٌ عورات هذا العالم السخيف ... "عالم الإنسان" ... إتقانٌ تافهٌ للكلام والتصنيف ... وابتداعٌ مُبْتَذَلٌ للفوارق بين أمورٍ متشابهة ... فالأسلحة "كلها"، وإن اختلفتِ التفاصيل والتصريحات، وإن اختلفتِ البهرجة والفقاقيع، تتفق في ذات النتيجة: القتل!
حتى الهواء ... صار له لون الدم ... ألا ترى؟ ... لون الدم أحمر ... ليس شفافاً ... هذا يعيق الرؤية بعض الشيء ... وإلى أن "ترى" أتمنى لك كل الخير ... مع المودة.
- يقولون أن الكيماوي خطٌ أحمر ... ألم تسمع؟
- من هم هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام؟
- أشخاصٌ يلبسون ربطات عنق، ويتحدثون لغاتٍ أجنبية!
- أجانب؟
- نعم أجانب ... جماعة من الفهمانين!
- ولكن لحظة ... هل لنا أن نستنتج، إنْ كان الكيماوي خطاً أحمر، فبراميل الـ TNT خط بنفسجي؟
- عفواً؟
- وماذا مثلاً عن الرصاص أو الدبابات أو طائرات الميغ؟ هل هو خطٌ أبيض؟ رمادي؟ أو ربما أخضر؟
- برأيي أصفر
- لا ... برأيي أخضر ...
- عبرتُ عن رأيي وقلتُ أنه ... أصفر
- الاختلاف في الرأي لا يفسد الود الذي بيننا ... أليس كذلك؟
- تحيا الديمقراطية
- هل تعتقد ذلك؟
- طبعاً ...
- ربي يسر ... وماذا يقولون أيضا؟
- يقولون أيضاً أن الكيماوي من الأسلحة غير التقليدية
- تباً
- لماذا تشتم؟
- لأن هناك يا صديقي ما هو أهم مما يقولون!
- مثل ماذا؟
- هل خطر لك ان تسأل: هل هناك فرقٌ أصلاً بين السلاح التقليدي والسلاح غير التقليدي؟
- أفترض أن هناك فرق ...
- أقصد: هل هناك فرق أصلاً بين الموت بسلاح تقليدي أو غير تقليدي؟ بالبندقية أو بالكيماوي؟
- يا أخي بالله عليك لماذا تتعبنا بهذه الأسئلة؟ ... أنت من ذلك الصنف من الناس الذين يحبون تعقيد الأمور! الأجانب يقفون إلى جانب الشعب السوري! وها أنت تشق الصف!
- السؤال بسيط يا صديقي ... في رأيي فالموت واحد ... وفي كلتا الحالتين يُقتل "الإنسان" ... الخسارة واحدة ... ربما الفارق في حجم الفقاعات الإعلامية وفي التصنيف!
- التصنيف؟
- نعم ... التصنيف ...
- الأجانب قالوا أن الكيماوي خط أحمر ... إذن هو خط أحمر ... الأجانب قالوا أنه لا يجوز استخدام الكيماوي ضد الشعب السوري ... إذن لا يجوز ...
- السلام عليكم
- إلى أين؟ الغداء سيجهز بعد قليل
- لا بأس أنا على عجلةٍ من أمري ... تذكرتُ شيئاً هاماً ...
- رافقتك السلامة
تركتُه ومضيتُ في حال سبيلي، فاستنشاق الهواء مفيدٌ في هذه الحالات، ولا رغبة عندي في الخوض أكثر في هذا النقاش ...
كم هي واضحةٌ عورات هذا العالم السخيف ... "عالم الإنسان" ... إتقانٌ تافهٌ للكلام والتصنيف ... وابتداعٌ مُبْتَذَلٌ للفوارق بين أمورٍ متشابهة ... فالأسلحة "كلها"، وإن اختلفتِ التفاصيل والتصريحات، وإن اختلفتِ البهرجة والفقاقيع، تتفق في ذات النتيجة: القتل!
حتى الهواء ... صار له لون الدم ... ألا ترى؟ ... لون الدم أحمر ... ليس شفافاً ... هذا يعيق الرؤية بعض الشيء ... وإلى أن "ترى" أتمنى لك كل الخير ... مع المودة.
رابط المقال:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق