(عملٌ نحتيٌّ للفنان الكوري سيونتشون ليم)
نَشَرَتْ صحيفة القدس العربي ترجمةً لمقالٍ كتبه الصحفي
الاسرائيلي آري شبيط في صحيفة هآرتز بعنوان: "نهاية العالم في دمشق".
المقال وصمةُ عارٍ ستلاحق السوريين وسوريا والسلطة الكريهة القذرة التي ما زالت
متشبثةً بكل حقارةٍ بكرسيِّ الحكم. أما نحن السوريين فنمضي أوقاتنا في البحث
بأظافرنا، او بالأحرى بمخالبنا، عن كلِّ ما يجعلنا نتشفّى به من بعضنا، لنفرِّغَ
فيه همجيتنا وتخلفنا وانحطاطنا، ونَصُبَّ جامَ حقدنا على الضحايا السوريين؛ بالبقلاوة
والرصاص والمدافع والكيماوي والكلمات التي تقطر حقداً وبغضاً وكراهية.
ربما كان من الأفضل، في هذا الزمن الحقير، أن ننعي
أنفسنا كسوريين، كشعبٍ، كأمةٍ، كوطن؛ أن ننعي كل المفاهيم المثقوبة، وكلَّ الأفكار
الصفراء، أن ننعي هذه المنطقة الملعونة الـمُتْخَمَة بدماء أبنائها، والمشبعة
بأكاذيب التاريخ، والغارقة في الجهل والذل والتخلف. يجب علينا أن ننعي كلَّ ذلك
قبل أن نتجرأ، بكل صفاقةٍ، على لعن هذا العالم.
أخيراً لا بد أن نتذكر أن من لا يحترم نفسه، ولا يحترم حقَّ أخيه في
"الوطن" في أن يعيش، لا يتوقع أن يحترمه أو يحزن لموته أحد.
مقتطفات من المقال الصحفي الإسرائيلي:
((تنزف جارتنا الشمالية منذ
سنتين، كما لم ينزف الاسرائيليون والفلسطينيون في مدة 100 سنة صراع. وقد وقعت
حادثة كيميائية في الماضي لم يشأ العالم ان يعلم بها في الحقيقة. ووقعت كما يبدو
حوادث كيميائية اخرى لم يشأ العالم أن يعلم بها ايضا. لكن من المحتمل كثيرا الآن
أن تكون حادثة كيميائية مخيفة لم يسبق لها مثيل قد حدثت شرق دمشق.
اذا كان ذلك قد حدث حقا فان بشار الاسد قد تجاوز الخط الاسود،
واذا كان ذلك حقا فان الربيع العربي قد تجاوز الخط الاسود. وقد تحولت الانتفاضة
العربية المجيدة، التي حملها الغرب على
راحتيه الى واقعة من أحداث آخر الزمان تُحدث واقعا من أحداث آخر الزمان.
لم يعد الانسان النزيه يستطيع ان يتجاهل ما يحدث، ولا يستطيع
عالم يُفترض ان يكون عالما متنورا ان يصم اذنيه. ومن يوم الى آخر يصير للحرب
الأهلية في سورية ذاك المعنى المثير للقشعريرة الذي كان للحرب الأهلية في اسبانيا.
فهي تبشر بنهاية عصر، وهي ترسم خطوط صورة العصر الجديد الذي سيحل محله.
لا يؤتى بضحايا أبرياء فقط ليُدفنوا في دمشق، بل يؤتى ايضا
بمصطلح القومية العربية المتنورة ليُدفن. ولا يُدفن اليوم في دمشق الأبرياء فقط،
بل الأمل في وجود غرب ذي ضمير. ويُدفن في دمشق اليوم اولاد يبدو أنهم أُميتوا
بغاز، ونساء يبدو أنهن أُمتن بغاز، وفكرة مجتمع دولي ووهم قانون دولي.
اذا كان يمكن قتل مواطنين بغاز في سنة 2013 فهذه نهاية العالم. إنها نهاية العالم الذي ادعى أنه أخلاقي، ونهاية العالم الذي ادعى أنه مستنير ونهاية العالم الذي طمح الى انشاء نظام دولي يقبله العقل ويكون الشرق الاوسط جزءً منه.))
اذا كان يمكن قتل مواطنين بغاز في سنة 2013 فهذه نهاية العالم. إنها نهاية العالم الذي ادعى أنه أخلاقي، ونهاية العالم الذي ادعى أنه مستنير ونهاية العالم الذي طمح الى انشاء نظام دولي يقبله العقل ويكون الشرق الاوسط جزءً منه.))
رابط المقال كاملاً:
http://www.alquds.co.uk/?p=77035
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق