يدي اليمنى تقبضُ على ورقةٍ نقديةٍ من فئة الخميسن ليرة.
لا أنكرُ وجود خلافاتٍ بيننا، فقد ضربتها مرةً في حالة
غضب.
يدي تتعرق.
أما هي فقد رمتْ بإبريق الشاي في وجهي.
طعمُ الملح؛ هذا ما سأشعر به لو قمتُ الآن بلَعْقِ راحة يدي
اليمنى.
ولكني حقيقةً لم أتخيل أن تتوتر العلاقة بيني وبين ’مشاعري‘
لهذه الدرجة.
ترى هل في جيبي منديلٌ كي أجفّف يدي المتعرقة؟
هل يمكن، بعد كل هذه السنين، أن أتحول إلى إنسانٍ بلا
مشاعر؟
هيا ادخلْ ولا تترددْ ... الخس الأخضر كائنٌ نبيل.
لم أعُدْ أذكرُ بالضبط كيف تطورت الأحداث: من تخلّى عن
الآخر؟ أنا أم مشاعري؟
جمالُ الفجل نابعٌ من حالة التباين بينه وبين الخس ...
كونتراست!
من اكتشف البالوعة؟ حركتُ ذراعي الأيمن.
من اخترع البالوعة؟ ربما كلمة ’اخترع‘ أكثر دقة. تابعتُ
تحريك ذراعي الأيمن.
ابحثْ في القاموس، وأخبرني إن عثرت على جواب.
ما يزال ذراعي الأيمن يتحرك. بدأتُ برفعه ببطءٍ وثبات. أتخيلُ
نفسي: لاعب كرة قدم على وشك أن ينطح الكرة ...
صندويشة فلافل من فضلك. قلتها وأنا أمسك القطعة النقدية
بين الإبهام والسبابة.
تكرم ...
تم أخذ القطعة النقدية، فقمتُ بطرح السؤال التالي: هل نحتاج
حقاً للمشاعر في عصر السرعة؟
رجاءً ... أكْثِرْ لي من الطحينة ...
أنا أصوّت بـ ’نعم‘ ... نحتاج للمشاعر في عصر السرعة.
نقطة.
تكرم يا معلم ...
أنا معلم؟ طبعاً ... ولم لا ... أنا معلم ... هاهاهاهاهاهاها
... أنا معلم!
ابتسم: واحد – اثنان – ثالثة ... فلاش!
المشاعر تحتاج إلى ’وقت‘ كي تنضج. عصر السرعة لم يغير من
هذه القاعدة.
هل تريد أن تشرب كازوزاً؟
نعم ... شكراً يا آخيل!
أين كنا؟ قد نختلف. ولكن أحدنا ... أحدنا سيدفع الثمن
... سيفقد رأسه الأحمق ... إما أنا أو مشاعري
يا معلم ... حبات الفليلفة والمخلل موجودة في الوعاء إلى
يمينك.
أنا معلم! يدي اليمنى تقبض الآن على صندويشةٍ جميلةٍ من
الفلافل. لكن يبدو أن يدي ما تزال تتعرق. أين يقعُ المرحاض؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق