في كل شعوب العالم توجد نسبةٌ من المواطنين تسير على خطا البعير. قد تكون
نسبة هذه الشريحة البهائمية في منطقتنا أعلى من المعدل المتعارف عليه بشرياً وذلك
لأسبابٍ عديدة: منها وجود الأنظمة الدكتاتورية التي ساهمت في نشر التخلف والجهل
والتقوقع وغيرها من الأمراض الاجتماعية المزمنة والمستفحلة. ومع أن هذه
الشريحة، التي لا تملك أدنى حسٍّ بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية، لا تشمل كامل المجتمع، إلا أنها الأعنف
والأعلى صوتاً بحكم همجيتها وزعرنتها وعنفها (ملاحظة: هذه الشريحة البهائمية مكونة من مختلف الطوائف والانتماءات المناطقية والاجتماعية وغيرها)
لقد عاثت أطيافٌ من هذه الشريحة البهائمية فساداً في البلاد بعد استيلاء "المافيا
القديمة" على السلطة منذ عقود. لكن الوضع لم يتغير الآن. كل ما حدث هو أن "المافيا
الجديدة" تعيش طور تشكلها وتحاول أخذ نصيبها مما فاتها! وهكذا بدأنا نرى في
صفوف المعارضين كثيراً من اللاهثين بجنونٍ وراء شهوة السلطة والانتقام، أولئك الذين لا
يملكون (وفي صورةٍ مشابهة تماماً للمافيا القديمة) أي رؤية أو استراتيجيا: حفنةٌ
من الجهلة والمتسلقين والهمج الرعاع ممن يبعق وهو يتشدق بالحديث عن مصير الوطن،
ليرسم مصير ملايين السوريين بالقهر والإرهاب وسفك الدماء، وبسلاحه المرتهن لكل شيء
عدا الوطن، وبتطرفه ورجعيته وعشوائيته البائسة.
أخيراً لا بد من تسجيل ملاحظةٍ هامة: الرعاع والبعير الذين يشكلون في
مجموعهم هذه الشريحة البهائمية ليسوا كما يتصور البعض بثيابٍ رثةٍ وطبقةٍ مسحوقة
إلخ. فالرعاع انتماءٌ يتحدد قبل كل شيء بالخواء الأخلاقي والقذارة الروحية –
المشهد السوري مثلاً مشهدٌ ممتلئٌ حتى التخمة برعاعٍ يرتدون
ربطات العنق ويتحدثون من عواصم أوروبية وعربية إضافةً طبعاً إلى رعاع السلطة
والنظام ومن هم على شاكلتهم ممن كانوا أصل البلاء على مدى عقود من الانغلاق والتدهور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق