أدعو الأصدقاء والزملاء إلى التعبير عن آرائهم
وانتقاداتهم للفكرة المطروحة أدناه بما يسهم في الارتقاء بها وتطويرها.
يتوجبُ الاعتراف بالفقر الشديد الذي تعانيه المكتبة العربية
على مستوى توفير أخبار ونتائج البحوث العلمية للناس بلغةٍ مفهومةٍ ومبسّطة، وهو
فقرٌ تعاني منه حتى المجتمعات المتقدمة ذات الباع الطويل بالبحث العلمي (ولكن
بدرجةٍ أقل بكثير من مجتمعاتنا).
يعود منشأ هذا الفقر أساساً إلى ما تعانيه مجتمعاتنا من ركامٍ من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية،
ما يؤدي إلى تحويل البحث العلمي (والاشتغال الفكري عموماً) إلى مجرّد قضيةٍ للترف دون
قابليةٍ للتطبيق العملي. يضاف إلى ذلك تقصير الباحثين الناطقين بالعربية، وإلى عدم
عنايتهم بالكتابة العلمية، وعدم اهتمامهم بالنشر العلمي على نطاقٍ واسعٍ بلغةٍ
خاليةٍ من التعقيدات والاصطلاحات المبهمة. وتزيد الـمُعَدَّلاتُ المنخفضةُ للقراءة
عند الناطقين بالعربية في تأزيم هذا الوضع؛ فتغيب البيئة التي تشجع على الكتابة:
حيث يكتب الكاتب دون حاضنٍ اجتماعيٍّ أو فكري، ودون توفر فرصٍ لتبادل الأفكار ونقدها
ومناقشتها.
وفي محاولةٍ متواضعةٍ لتلافي هذا التقصير فإني أخطط في
المستقبل القريب لنشر سلسلةٍ من المقالات العلمية غير التقنية بلغةٍ مبسّطة، بهدف
مناقشة القضايا العلمية الهامة التي تعتبر حديث الساعة؛ كالخلايا الجذعية، وعلوم
الدماغ والأعصاب، وأبحاث السرطان، وعلوم الوراثة والطب الجزيئي إلخ.
كلّي أملٌ في أن تسهم هذه الخطوة المتواضعة في زيادة
التواصل بين المختصين وغير المختصين، وفي ردْم الهوّة المصطنعة بين مختلف أنواع
العلوم والمعارف، وفي تبسيط المؤلفات العلمية الأكاديمية الجافة لتغدو متاحةً قدر
الإمكان لجميع المهتمين. وأخيراً أتمنى على كل الأصدقاء والزملاء أن يعْمَدُوا إلى
إغناء هذه المقالات بتعليقاتهم وأفكارهم وانتقاداتهم، بما يُعَزِّزُ تبادل الأفكار
في سياق عمليةٍ تعليميةٍ مستمرةٍ وثنائية الاتجاه: نُعَلِّمُ ونَتَعَلَّمُ فيها من
بعضنا البعض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق