قدمتُ، في معهد التراث العلمي العربي، التابع لجامعة حلب، دراسةً أوليةً عام 2004 عن
كتاب "الشكوك على جالينوس" لمؤلفه أبو بكر الرازي. وقد تناولَتْ تلك الدراسة، في شكلٍ خاصٍ، الشكوك التي أثارها الرازي على جالينوس فيما يتعلق بالجهاز البصري
وآلية الإبصار عند الإنسان.
ولعله
من المناسب، قبل الدخول في قراءةٍ مختصرةٍ لهذه الدراسة، أن أشير إلى عددٍ من
الاصطلاحات الطبية التي دأب الرازي على استخدامها، مع إثبات تفسيرها منعاً
للالتباس، وإزالةً للإبهام، بخاصة أن معظمها مختلفٌ عما نستخدمه في عصرنا الحالي من اصطلاحاتٍ طبيةٍ معاصرة.
·
الجليدي: أي الجسم الزجاجي،
وهو سائلٌ هلاميٌّ سميك وشفّاف يملأ الحجرة الخلفية من العين، ويعطيها شكلها
الكروي المفلطح وقوامها.
·
الرطوبة: مصطلحٌ طبيٌّ مستعملٌ
بكثرةٍ في كتابات الأطباء القدامى في العصور الوسطى، وغالباً ما يأتي في كتاب
"الشكوك على جالينوس" بمعنى الطبقة التي تحيط بعضوٍ من أعضاء الجسم.
·
الرطوبة البيضية: يقصد بها الطبقة
الخارجية من العين التي يبدو لنا لونها الأبيض، والتي تدعى بـ " صلبة
العين" أو "الطبقة الصلبة"، وهي بالمناسبة ليست صلبة، بل قوامها
شحميٌّ متماسك.
·
الرطوبة الجليدية: انظر الجليدي أعلاه.
·
الشبح: بمعنى الخيال،
وجمعها الأشباح بمعنى الأخيلة، واصطلاح "تَشَبُّح الأشباح" يعني انطباع
الأخيلة.
·
الصنوبرة: يقصد بها المخروط
البصري الذي تتألف قاعدته من الساحة البصرية، ويتوضع رأسه في الحدقة حسب رأي
الرازي (وهو الأصح)، وفي اللطخة العمياء حسب رأي جالينوس (وهو خطأ).
·
العصبة: أي العصب (كان هناك
ميلٌ لتأنيث كلمة عصب). طبعاً الحديث هنا عن العصب البصري الذي يصل بين العين
والدماغ.
·
العنبي: يعني بها الطبقات
الداخلية المبطنة للعين، وسميت بالعنبي لأنها تميل إلى لون العنب الغامق، وتعرف
حالياً بـ "الطبقة المشيمية" أو "الوسطى". وقد يذكر "ثقب العنبي" بمعنى
الحدقة أي بؤبؤ العين.
·
القرني: يقصد بها القرنية
وهي طبقة شفافة تتوضع أمام بؤبؤ العين.
· الناظر = ثقب العنبي
= ثقب الناظر: بمعنى الحدقة (أي بؤيؤ العين)، وقد
يقول ثقب الناظر، وجمعها النواظر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق