ذنبهم أنهم أشرف، ذنبهم أنهم أجرأ، ذنبهم أنهم أجمل. شبابٌ قضوا بعيداً عن الأهل، بعيداً عن الشمس، بعيداً عن الحق، وعنا بعيداً رحلوا، وصاروا هناك قرب الله. هل من عقلٍ يستوعبُ؟ هل من قلبٍ يحتملُ؟ لا عزاء لنا والضمير موؤود، والدم مسفوح، والعدالة مفقودة، والجلاد الحقير الدنيء يتربع على عرشٍ من الدم.
هذا الوطن له سقفٌ من غربانٍ ودخان، له جدرانٌ من ألمٍ وجماجم. هذا الوطن الذي ظنناه وطناً ليس بوطن. هو ساحةٌ للموت، مشنقةٌ ومقصلة، نارٌ وقيح، وقبرٌ تحكمه طغمةٌ من الجلادين.
مدنسةٌ هي الأرض الي تحكمها طغمةٌ من الجلادين. مدنسةٌ هي الأرض التي تحمل بشراً تصفق لطغمةٍ من الجلادين. والله لا يرحم من لا يرحم، والملائكة لا تتنزل على أرضٍ مدنسة، وأنا العبد الفقير إلى مثل تلك الأرض لا أنتمي، وإلى مثل تلك الأرض لا أرحل أو أعود.