(صورة لخلايا سرطانية من سرطان الدماغ. أخذتُ هذه الصورة باستخدام نوعٍ خاصٍّ من المجاهر يدعى بالمجهر الفلوريسيني. تم إعداد الألوان التي تظهر في الصورة بتقنية تدعى بالتلوين المناعي. كل لون يدل على وجود مركبٍ معينٍ في الخلايا. فاللون الأخضر يدل على تواجد بروتين معقد اسمه NG2، واللون الأحمر يدل على وجود مركب خلوي يدعى PDGFRa، واللون الأزرق فهو صباغٌ يكشف لنا نوى الخلايا.)
يتركز اهتمامي البحثي منذ عام 2006 على سرطانات الدماغ، وفي شكلٍ خاصٍ، على نوعٍ محددٍ منها يدعى بالإنكليزية/اللاتينية Glioblastoma Multiforme. ويُتَرْجَمُ هذا الاسم الأجنبي بالعربية إلى مصطلحٍ طبيٍّ ثقيلٍ على اللسان هو: "الدَّبْقُوم الأَرُومِي الـمُتَعَدِّد".
يعتبر "الدبقوم الأرومي المتعدد" من أكثر أنواع سرطانات الدماغ
شيوعاً، ومن أكثر أنواع السرطانات التي تصيب الإنسان فَتْكاً للأسف؛ فمعدل البقاء
على قيد الحياة هو أقل من 5% بعد سنتين من تشحيص الورم. يعتمد التشخيص على التصوير الطبقي المحوري والرنين
المغناطيسي. أما المعالجة التقليدية المتوفرة فتتراوح بين الجراحة التي تسعى إلى
تخفيف حجم الورم قدر الإمكان (لا يوجد استئصال كامل 100%)، وبين العلاج الشعاعي والكيماوي.
أعمل حالياً على توسيع نطاق دراساتي البحثية لتشتمل على أنواع مختلفة من
سرطانات الدماغ، إضافةً إلى سرطانات الثدي والجلد. والغاية من مجموع هذه الأبحاث هو استكشاف الأُسُس الخلوية والجزيئية لتطور
واستفحال السرطان. وتمكن مقاربة هذه الغاية من خلال طرح مجموعةٍ من الفرضيات العلمية،
ثم دراسة صحة أو خطأ هذه الفرضيات باستخدام التقنيات العلمية كالمزارع الخلوية والبيولوجيا
الجزيئية والمجاهر الحديثة وغيرها. ومن الملاحظ أن الساحة العلمية في مجال السرطان تتنازعها فرضيتان رئيسيتان تحاولان تفسير كيفية تنمو الخلايا السرطانية وكيفية تنظيم هذه الخلايا لنفسها ضمن الكتلة السرطانية؛ الفرضية الأولى هي "فرضية النمو العشوائي"، أما الفرضية الثانية فهي "فرضية الخلايا الجذعية السرطانية". وسأسعى إلى تفصيل هذه الفرضيات في مقالٍ منفصلٍ مع توضيحٍ لنتائج الأبحاث التي توصلتُ إليها، والتي تثبت أن الأمور أكثر تعقيداً مما كنا نتصور، وأن هذه الفرضيات غير قادرة على إعطاء تفسيرٍ كاملٍ للسرطان.
يمكن القول أن تعميق فهمنا لسرطانات الدماغ والثدي والجلد (وغيرها من
السرطانات) قد يُسَلِّطُ الضوء على قواعد عامة يستند إليها السرطان على مستوى
النشوء والنمو والتطور ومقاومة العلاج. ويعتبر مثل هذا الفهم العلمي السليم
للسرطان خطوةً أولى نحو تصميم أدواتٍ علاجيةٍ جديدةٍ؛ ذات فاعليةٍ أكبر وآثارٍ
جانبيةٍ أقل، مع أثرٍ إيجابيٍّ على المرضى وذويهم، وعلى القطاع الصحي والمجتمع.
تحوي صفحتي على موقع "بوابة الأبحاث" أو على "شبكة العلوم العصبية في جامعة كامبريدج" على عددٍ من الروابط والملخّصات البحثية. وتشتمل هذه
الملخصات على أوراق ومقالات علمية كتبتها ونشرتها بالتعاون مع زملائي في مركز ترميم الدماغ، التابع لقسم العلوم العصبية السريرية في جامعة كامبردج (بدأتُ العمل في
هذا المركز عام 2006 كطالب دكتوراه، وحالياً أعمل
في المركز ذاته كباحثٍ مشارك).
تجب الإشارة أخيراً إلى أن هذه الملخّصات مكتوبةٌ بلغةٍ تقنية، وهي موجهةٌ أساساً للمختصين والباحثين والعاملين في الفروع البحثية والطبية. ولهذا سأعمل في المرحلة القادمة على إعادة صياغة هذه المقالات بعيداً عن اللغة التقنية والمصطلحات المبهمة كي تكون، قدر الإمكان، في متناول جميع المهتمين من غير المختصين.
تجب الإشارة أخيراً إلى أن هذه الملخّصات مكتوبةٌ بلغةٍ تقنية، وهي موجهةٌ أساساً للمختصين والباحثين والعاملين في الفروع البحثية والطبية. ولهذا سأعمل في المرحلة القادمة على إعادة صياغة هذه المقالات بعيداً عن اللغة التقنية والمصطلحات المبهمة كي تكون، قدر الإمكان، في متناول جميع المهتمين من غير المختصين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق