يبرز وسط "ساحة الأمّة" في باريس تمثالٌ
برونزيٌّ من عمل النَحَّات الفرنسي "جول دالو Jules Dalou" (ت. 1902م). ويمثل هذا
التمثال، الذي تبدو صورته إعلاه، "ماريان Marianne"؛ تلك
الشابة الفرنسية الأسطورية، التي تعتبر رمزاً من رموز الجمهورية في فرنسا، والتي
تحملُ، بملابسها البسيطة وحضورها في الذاكرة الوطنية، دلالةً على القطيعة مع
النخبوية الأرستقراطية التي سادتْ قبل الثورة الفرنسية. كما تعكس
"ماريان"، في أدبيات الثوريين الفرنسيين، تلازماً رمزياً ومهماً بين
"الحرية والعقل"؛ تلازمٌ رمزيٌ يقف في تضادٍ نافرٍ مع السَّرْدِيّة
الدوغمائية التي شاعتْ عبر قرونٍ من التاريخ البشري.
لم
يكن تلازم "الحرية والعقل"، وصعود هذا التلازم، حِكْراً على فرنسا، بل كان
ظاهرةً انتشرت على مستوى الممارسة والخطاب العام، ورافقت الحداثة التي يصعب تحديدُ
لحظاتٍ معينةٍ لانطلاقها.
يبحث المقال التالي المنشور في ملحق نوافذ (رابط المقال في الأسفل) في جانبٍ من جوانب هذا الصعود، وما واجهه من رفضٍ ومقاومةٍ من قِبَلِ "النخب التقليدية" التي اعتادت الإمساك بزمام السلطة واحتكار المعرفة والاشتغال الفكري طيلة قرون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق